قفز النفط إلى مستوى قياسي فوق 108 دولارات للبرميل يوم الاثنين مواصلا موجة صعود يقودها مستثمرون يبحثون عن ملاذ آمن من تدهور الدولار وتفاقم التضخم. وتحدد سعر التسوية للخام الأميركي مرتفعا 2.75 دولار عند 107.90 دولار للبرميل وذلك دون مستواه القياسي 108.21 دولار الذي سجله في وقت سابق من الجلسة. وصعد مزيج برنت في لندن 1.78 دولار مسجلا 104.16 دولار للبرميل. وأدت المخاوف من ركود أميركي في أعقاب أكبر تراجع للوظائف بالولايات المتحدة في خمس سنوات والضغوط في سوق الائتمان الى تراجع الدولار وتنامي التوقعات بأن يخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي ( البنك المركزي الأميركي ) أسعار الفائدة مجددا لتعزيز الاقتصاد.
ويقبل المضاربون على السلع الاولية تحوطا من ضعف الدولار وفرص أن يغذي خفض الفائدة ثانية التضخم مما ساعد على ارتفاع متوسط سعر النفط هذا العام الى أكثر من 95 دولارا رغم مؤشرات على أن تباطوء الاقتصاد الأميركي ينال من الطلب على الطاقة. كما ساهم في تعزيز الاسعار تراجع في مخزونات النفط الخام الأميركية كشفت عنه بيانات حكومية صدرت الاسبوع الماضي وقرار أوبك يوم الاربعاء ابقاء الامدادات مستقرة.
ونسب يوم الاثنين الى شكيب خليل رئيس منظمة أوبك القول ان المضاربة والتوتر السياسي سيبقيان الاسعار في خانة المئات هذا العام وبدأ بعض المحللين يعدلون توقعاتهم بالزيادة. ويصر مسؤولو المنظمة على أن المضاربين يدفعون أسعار النفط للارتفاع وأن العوامل الاساسية للعرض والطلب لا تبرر مستويات السعر الحالية.
وقال خليل ان الاسعار قد تتراجع في 2009 في حالة تعافي الدولار الأميركي بعد انتخاب رئيس أميركي جديد وعندما تعيد العوامل الاساسية فرض نفسها. وتعقد أوبك اجتماعها التالي في سبتمبر أيلول لكن وزراء نفط المنظمة قد يعقدون اجتماعا غير رسمي على هامش مؤتمر للمنتجين والمستهلكين تستضيفه روما في الفترة من 20 الى 22 ابريل نيسان.
هذا ونقلت وسائل إعلام جزائرية اليوم عن شكيب خليل رئيس منظمة أوبك قوله ان من المتوقع ان تبقى اسعار النفط عند المستويات الحالية لما تبقى من العام الجاري بسبب المضاربة والتوترات السياسية. ونقلت صحيفة المجاهد الحكومية ووكالة الانباء الجزائرية عن شكيب قوله ان الاسعار قد تتراجع في 2009 مع انتعاش الدولار الأميركي في اسواق النقد الاجنبية عقب انتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة وحين تعيد العوامل الاساسية فرض نفسها كقوى رئيسية في السوق.
ونقلت صحيفة المجاهد عن شكيب قوله "تماما مثل الارتفاع الحالي في اسعار النفط فان الازمة (الاقتصادية العالمية) ستستمر حتى نهاية العام." وذكرت وكالة الانباء الجزائرية في تقرير عن تصريحاته للصحفيين الجزائريين يوم الاحد ان خليل توقع ان تبقى سوق النفط فوق 100 دولار للبرميل أثناء السنة المالية الحالية.
ولم يتضح على الفور اي سنة مالية تشير اليها الوكالة. ويشغل خليل ايضا منصب وزير الطاقة والمناجم في الجزائر. وقال خليل ان من بين العوامل التي توجه السوق حاليا "المضاربة والتوترات السياسية لاسيما بسبب القضية النووية الايرانية والازمة بين فنزويلا واكسون موبيل."
ونسبت المجاهد اليه قوله ان الاقتصاد العالمي يمكن أن يستمد بعض الدعم بعد انتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة واحتمال تبني سياسة اقتصادية جديدة "وفي ظل هذا الوضع الجديد من المحتمل بدرجة كبيرة أن يبدأ الدولار في التعافي ومن ثم يسمح بتصحيح جديد في السوق (النفطية)."
وقرر أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (اوبك) خلال اجتماع في فيينا الاسبوع الماضي ابقاء مستوى الانتاج دون تغير وأصروا على أن الامدادات جيدة بالسوق وألقوا باللوم في ارتفاع الاسعار على عوامل خارجة عن سيطرة المنظمة من بينها المضاربة وما وصفه خليل بأنه "سوء ادارة" الاقتصاد الأميركي. وذكرت صحيفة المجاهد ووكالة الانباء الجزائرية أن خليل قال ان اوبك ابقت مستوى الانتاج دون تغير لانها ترغب في مساعدة الاقتصاد العالمي.
وقال ان المنظمة اتخذت قرارها بناء على معلومات تشير الى توقع تراجع الطلب بواقع 1.4 مليون برميل يوميا في الربع الثاني من العام والى أن المخزونات في الدول المستهلكة عند مستويات مريحة. واضاف "اذا زدنا انتاجنا في ظل كل تلك العوامل لما أمكن تجنب التأثير على الاسعار" ملمحا الى أن الاسعار كانت ستتراجع. ونقلت المجاهد عنه قوله "تركنا انتاجنا دون تغيير حتى لا نثير مزيدا من الاضطرابات في السوق ومن أجل مساعدة الاقتصاد العالمي على استئناف زخم النمو."