قبل أن . . . تحفظ القرآن الكريم أخي الفاضل وأختي العزيزة :اعلمي يامن وفقك ِ الله و اختارك ِ و اصطفاك ِ لحمل كتابه . . أن الأمر ليس سهلا ً , و العلم ليس لقمة سائغة تـُـهضم ، و لا جرعة عذبة تـُـشرب ، و لا طريقا ً مفروشا ً بالورد . بل إنه طريق طويل مضن موصل بإذن الله تعالى إلى مرضاته . فيحتاج منك ِ إلى نية صادقة مخلصة ، و عزم قوي ، و إرادة جازمة تدفعك ِ إلى الصبر و التضحية و تحمل المشاق ، كي تحصلي على إرث الأنبياء عليهم السلام ، و تنالي أجرا ً و مكرمة في الدنيا ، و سعادة و رفعة في الآخرة .
أخي الفاضل وأختي الفاضلة :أذكر لك ِ بعض الأمور الأساسية المهمة التي إن أخذتيها بعين الإعتبار فارجو أن تكون خير معين على تسهيل حفظ القرآن الكريم . و هي :
1) أن تخلصي النية لله ـ عز و جل ـ في حفظك ِ لكتابه الكريم ، و احتساب الأجر عند الله ، تذكري أن كل حرف بحسنه ، و الحسنه بعشر أمثالها ، إلى سبعمائة ضعف ، إلى أضعاف مضاعفه بحسب نيتكِ و تقواك ِ و إخلاصك ِ لله عز و جل .
2) عليك ِ أن تنزهي قلبك ِ و لسانك ِ عن ما لا يليق بالمسلم فضلا ً عن حامل القرآن . فطهري قلبك ِ من الحسد و الحقد و الكبر ، و صوني لسانك ِ عن الكذب و الغيبة و النميمة و فضول الكلام و فاحش القول . فينبغي أن تتخلقي بأخلاق القرآن و أهله .
3) اعلمي تمام العلم أن حفظ القرآن وحده لا يكفي دون العمل به ، و أن العمل بما في القرآن أهم من حفظه ، و تذكري أنه يوم القيامة إما حجة لك ِ أو عليك ِ .
4) استمعي إلى أصوات الشيوخ المتمكنين ، فإن ذلك يكسبك ِ قوة الأداء و جودة التلاوة فعليك ِ بالإكثار من سماع الأشرطة القرآنية المرتلة .
5) القراءة الكثيرة و المتأنية للقرآن الكريم مع التنبه لكل صغيرة و كبيرة و الإستعانة قبل ذلك بالله من أنجح الطرق للتخلص من اللحن جليه و خفيه في ألفظ القرآن الكريم .
6) من طبع الإنسان الغفلة عن خطأ نفسه . . سجلي صوتك ِ و اكتشفي أخطاءك بنفسك .
7) العلم صيد و الكتابه قيد ، فإياك ِ و الغفلة عن تقيد معلوماتك فما تحفظيه اليوم ربما تنسيه غدا ً .
التجويد النظري لا يقل أهمية عن التجويد العملي . بل هو المفتاح لإتقان التلاوة ، فلا تبخلي على نفسك ِ بفهم دروس التجويد و حفظها .
و أخيرا ً . . . لا ينال العلم حيي و لا مستكبر ، فلا تستحي عن السؤال عما أشكل عليك ِ , و اغتنمي الفرصة اليوم فربما لا تجدين من تسأليه غدا ً .