(5): ما حكم استماع الموسيقى والأغاني؟ وما حكم مشاهدة المسلسلات التي يتبرج بها النساء؟
ج(5): استماع الموسيقى والأغاني حرام، ولا شك في تحريمه، وقد جاء عن السلف من الصحابة والتابعين أن الغناء ينبت النفاق في القلب، واستماع الغناء من لهو الحديث والركون إليه، وقد قال الله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَن يشتَرِى لَهوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللهِ بِغَيرِ عِلمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُم عَذَابٌ مُّهِينٌ [لقمان:6].
قال ابن مسعود في تفسير الآية: ( والله الذي لا إله إلا هو إنه الغناء )، وتفسير الصحابي حجة وهو في المرتبة الثالثة في التفسير؛ لأن التفسير له ثلاث مراتب: تفسير القرآن بالقرآن، وتفسير القرآن بالسنة، وتفسير القرآن بأقوال الصحابة، حتى ذهب بعض أهل العلم إلى أن تفسير الصحابي له حكم الرفع ولكن الصحيح أنه ليس له حكم الرفع، وإنما هو أقرب الأقوال إلى الصواب.
ثم إن الاستماع إلى الأغاني والموسيقى وقوع فيما حذر منه النبي بقوله: { ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر، والحرير، والخمر والمعازف } [رواه البخاري وغيره]، يعني يستحلون الزنا والخمر والحرير - وهم رجال لا يجوز لهم لبس الحرير - والمعازف هي آلة اللهو. رواه البخاري من حديث أبي مالك الأشعري أو أبي عامر الأشعري. وعلى هذا فإنني أوجه النصيحة إلى إخواني المسلمين بالحذر من استماع الأغاني والموسيقى، وألا يغتروا بقول من قال من أهل العلم بإباحة المعازف؛ لأن الأدلة على تحريمه واضحة وصريحة.
وأما مشاهدة المسلسلات التي بها النساء فإنها حرام ما دامت تؤدي إلى الفتنة والتعلق بالمرأة، والمسلسلات كلها غالبها ضارة حتى وإن لم يشاهد فيها الرجل المرأة أو تشاهد المرأة الرجل، لأن أهدافها في الغالب ضرر على المجتمع في سلوكه وأخلاقه. أسأل الله تعالى أن يقي المسلمين شرها وأن يصلح ولاة أمور المسلمين لما فيه إصلاح المسلمين، والله أعلم.
س(6): ما حكم شراء مجلات عرض الأزياء ( البردة ) للاستفادة منها في بعض موديلات ملابس النساء الجديدة والمتنوعة؟ وما حكم اقتنائها بعد الاستفادة منها وهي مليئة بصور النساء؟
ج(6): لا شك أن شراء المجلات التي ليس بها إلا صور محرم؛ لأن اقتناء الصور حرام، لقول الرسول : { لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورة } [رواه البخاري ومسلم]، ولأنه لما شاهد الصورة في النمرقة عند عائشة وقف، ولم يدخل، وعرفت الكراهية في وجهه، وهذه المجلات التي تعرض الأزياء يجب أن ينظر فيها، فما كل زي يكون حلالاً، قد يكون هذا الزي متضمناً لظهور العورة إما لضيقه أو لغير ذلك، وقد يكون هذا الزي من ملابس الكفار التي يختصون بها والتشبه بالكفار محرم لقول الرسول : { من تشبه بقوم فهو منهم } [رواه أحمد وأبو داود وإسناده حسن]، فالذي أنصح به إخواننا المسلمين عامة ونساء المسلمين خاصة أن يتجنبن هذه الأزياء؛ لأن منها ما يكون تشبهاً بغير المسلمين، ومنها ما يكون مشتملاً على ظهور العورة، ثم إن تطلع النساء إلى كل جديد يستلزم في الغالب أن تنتقل عاداتنا التي منيعها ديننا إلى عادات أخرى متلقاة من غير المسلمين.
س(7): ما حكم الاستهزاء بالملتزمين بأوامر الله ورسوله؟
ج(7): الاستهزاء بالملتزمين بأوامر الله ورسوله لكونهم التزموا بذلك محرمٌ وخطيرٌ جداً على المرء، لأنه يخشى أن تكون كراهته لهم لكراهة ما هم عليه من الاستقامة على دين الله، وحينئذ يكون استهزاؤه بهم استهزاء بطريقهم الذي هم عليه فيشبهون من قال الله عنه: وَلَئِن سَأَلتَهُم لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلعَبُ قُل أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُم تَستَهزِءُونَ (65) لا تَعتَذِرُواْ قَد كَفَرتُم بَعدَ إِيمَانِكُم [التوبة:65، 66]، فإنها نزلت في قوم من المنافقين قالوا: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء - يعنون رسول الله وأصحابه - أرغب بطوناً، ولا أكذب ألسناً، ولا أجبن عند اللقاء، فأنزل الله فيهم هذه الآية، فليحذر الذين يسخرون من أهل الحق لكونهم من أهل الدين، فإن الله سبحانه وتعالى يقول: إِنَّ الَّذِينَ أَجرَمُواْ كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ يَضحَكُونَ (29) وَإِذَا مَرُّواْ بِهِم يَتَغَامَزُونَ (30) وَإذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ (31) وَإِذَا رَأَوهُم قَالُواْ إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّونَ (32) وَمَا أُرسِلُواْ عَلَيهِم حَافِظِينَ (33) فَاليَومَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الكُفَّارِ يَضحَكُونَ (34) عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ (35) هَل ثُوِبَ الكُفَّارُ مَا كَانُواْ يَفعَلُونَ [المطففين:29-36].
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله، وصحبه